الدين ونهاية الكون

مما لا شك فيه ان ما يفعله الانسان بالطبيعة لهو مؤشرفعلي على ان النهاية للحياة البشرية على وجه الأرض لقريبة وقريبة جداً. انظروا ماذا فعلنا برئة الأرض (الغابات) فلقد قطعنا اوصال ما يزيد عن 80 في المئة من الغابات والأحراج ولم يعد يبقى الا القليل الذي قد يقطَع او يحرق طبيعياً.
انظروا ماذا فعلنا لمعدة الأرض (باطنها), فلقد امتصصنا ما يزيد عن 70 في المئة من البترول الخام, واتخيل اننا امتصصنا هذا البترول الأسود كما يمتص السوس او العفن ثمرة البرتقال.
فلقد لوثنا هذه الرئة النقية بالسموم من جرأ استعمال الأليات السيارة والطيارة.
انه بالتأكيد سيأتي هذا اليوم شئنا ام ابينا والبلدان التي ستتأثر قبل غيرها, هي البلدان المتحضرة جدا والبلدان التي هي جغرافيا موجودة فوق ابار البترول والغاز. فوق وتحت اراضي هذه البلدان ستحدث زلازل وهزات وانهيارات وستختفي هذه البلدان في باطن الأرض تماما وستبتلع الأرض جميع ناطحات السحاب والأبنية الشاهقة بفعل وجود مواد بنائها في غيرموقعها ومصدرها الأصلي, مما يخل بالتوازن الأرضي الطبيعي. (تخيلوا التجويف الهائل لباطن الآرض بعد نشوف آبار البترول والغاز؟) عندها البحار يأتي دورها فتسرع بتغطية الفوهات والفجوات الهائلة ويسمى هذا الفعل بالطوفان.
ان المسبب الحقيقي لبداية موت الأرض هم ابنأ الحضارت الغربية وبالتحديد الحضارة المسيحية الغربية. هذه الحضارة بنيت من دون ركائز انسانية اعني بها, المحبة والتضامن بين البشر جميعا, بل انها بنيت على القوة, الطمع, حب التسلط والتفرد.
والا فما معنى لوجود ولبروز دين اخر هو الدين الاسلامي؟
ان وجود دين اخر بعد الدين المسيحي لهو دلالة قاطعة وجازمة على ان الدين المسيحي ليس هو الدين الكامل او الأساسي على وجه الأرض, ان الرب او الخالق الحقيقي لهذا الوجود لا يتبع لأي فئة او طائفة لكي يعطيها قوة التسلط والنفوذ والسيطرة على الأخرين بقدر ما ان الطوائف هذه هي التي يجب ان تتبع ربا حقيقياً اذا ما تبعت الضمير الأنساني.
الضمير الأنساني هو الدين الصحيح والحقيقي على وجه هذه الأرض ومن يتبع ضميره يكون تابعا للخالق الحقيقي لهذا الكون الذي لا تفرقة عنده بين شخص واخر فالجميع متساوون تحت نور الشمس الآلهية وبقدر ما يفعله الآنسان من خيرلآخيه الآنسان بقدرما يكون هذا الأنسان قريبا من الخالق العظيم.
فالحياة على هذه الأرض هي كالنهرالضميرالذي يسيرطوعاً الى البحرالآلهي الأبدي ليمتذج به ويصبح معه قطعة واحدة ازلية سرمدية ابدية, والذي يفعل عكس ضميره يصبح كالمستنقع الجاف الذي لا خير فيه ولا نفع فتبتعد عنه سائرالمخلوقات فيصبح واحة للمياه الأثنة ومسكنا للحشرات الفكرية الطفيلية الضارة فتعتل نفسه وتسير نحو الألم الأزلي, فالفناء.

أميليو سلبم كحيل
لندن 29 01 10

Back to Articles