The Rabbit
Art Portal Fine Art

Gifts Lebanon souvenirs

Discover Tourism Lebanon

 

حقيقة الشارع المصري

عندما أقفلت الجولة الأولى والثانية من الانتخابات النيابية بمصر، أقلقت مختلف فئات العالم،

لكن إذاعدنا إلى التحليل الدقيق للشارع المصري، يتكون من الأمور التالية:

فخلال إقامتي لمدة 5 سنوات تمكنت من معرفة طباع وشهامة هذا الشعب الطيب، فكل شعب في العالم له إيجابيته وسلبياته.

أنا هنا لن أناقش النقاط الإيجابية لهذا الشعب الطيب والشهم والكريم والودود لأننا بحاجة إلى موسوعة كاملة لتعداد النقاط الإيجابية، لكن لنركز على الطبع الآخر ومنها نعرف أسباب هذه النتيجة المقلقة للانتخابات.

الأغلبية الساحقة في مصر تدين بالدين الإسلامي والمذهب السني والقليل منهم بالمذهب الشيعي.

الأقلية الدينية أكثرهم تدين بالمسيحية بجميع بمذاهبها يليها الديانة اليهودية التي لم يبقى منها إلا العشرات.

دعونا نحلل تحليلا دقيقا للمجتمع المصري

- تتكون الشريحة الكبرى في مصر من الطبقة الفقيرة، وهذه الطبقة تتكون منها شريحة كبرى من الطبقة الأمية الغير المتعلمة بنسبة40% ، أما النصف الباقي من الشعب المصري أي 60% يتكون منها 50% مستواهم العلمي دون الإعدادي يمتهنون معظمهم حرفة بسيطة كسائق التاكسي أو الحلاق أو الحداد أو النجار، الخ... القليل من هذه الطبقة الفقيرة التي يصل بعضها إلى الجامعات
- الشريحة الكبرى من الشعب المصري ومن جميع المستويات يعشق تدخين المخدرات، فقراء وأغنياء ومثقفين وأميين وحتى بعض النساء، حتى وصلت بعض الصحف لتقول بأن أقوى مجموعة في مصر هي من مدمنين المخدرات.

- أعلى نسبة في العالم هو الشعب المصري الذي يدخن بشراهة السيكارة العادية نساءا ورجالا.

- الشريحة الكبرى من الشعب المصري لا تفهم إطلاقا بالسياسة ولا تتعجب إن قلت لك أن هذه الشريحة بأكملها تعتقد بان الجيش المصري حرر كامل سيناء في حرب عام 1973 وأن المفاوضات مع إسرائيل كانت فقط من أجل استرجاع منطقة طابا.

- لا مكان للنظام ولو بقدر قليل في الحياة العامة المصرية، والدليل على ذلك في سبيل المثال ليس هناك عداد بـ90% من تاكسيات وإن تواجد حديثا منذ ما يقارب 5 سنوات في بعض التاكسيات فهناك التعرفة السياحية للأجنبي مختلفة عن التعرفة للمصري حتى بطاقة الباص على سبيل المثال من القاهرة إلى شرم الشيخ للأجنبي مختلف سعرها عن سعر البطاقة للمصري. إن ركبت تاكسي وليس به عداد فبأغلب الأحيان تكون المناقشة عنيفة بين الراكب المصري وشوفير التاكسي لثمن التوصيلة.

- ليس هناك أي مستوى لائق للباصات في القاهرة فمهما كنت متواضعا لن تتمكن من ركوب أي باص في القاهرة.

- لا مكان للاحترام اللائق للمرأة المصرية، ومع ذلك تشعر بعض النساء بفخر من أن أزواجهم أو خطيبهم عندما يتكلم معهم هؤلاء بطريقة وحشية، تشعر المرأة بأن زوجها يحبها ويغار عليها إن شخط بها.

- إياك أن تسال المصري بطريقة عفوية أم لا، ما هو اسم والدتك، فاسم الأم غير مدون على بطاقة الهوية لاعتبارات جدا حساسة، فمجرد سؤاله عن اسم أمه سيعتبر هذا السؤال إهانة له، فلذلك إياك أن تهين أو تشتم أمه هنا يصبح أضعف مصري بأسد شرس متوحش لا تستطيع تهدئته.

في العمل بمصر هناك فئتين :

1. عبد متسلط

2. عبد مأمور

لا مكان لفئة ثالثة في العمل بمصر

- الفئة الأولى من العمال يكونون في أغلب الأحيان التسلط عليهم والإهانة وعدم الاحترام من نصيبهم من قبل أصحاب العمل أو مدرائهم

- الفئة الثانية أصحاب العمل وبعض المدراء التي تمتهن أغلبهم فن إهانة الموظفين

- لا مكان في المجتمع المصري لاحترام المواعيد لا في العمل ولا في المناسبات عمالا وزبائن

- بعض ربات المنزل تهين الخادمة بطريقة حاقدة، والخادمة بعضهم يتفنن باختراع أية وسيلة لوشاية زميلتها لتهان هذه الأخيرة أو تطرد من ربة المنزل، نفس الشيء بين العمال وأصحاب العمل.

- العبد المتسلط يفرحه كلمات " حاضر يا بيه" " أمرك يا بيه" " يا باشا" " يا برنس" الخ ... من العبد المأمور، وهذا العبد المتسلط يكون بدوره عبد مأمور ضعيف أمام العبد المتسلط الأعلى منه والمستفيد منه، وهكذا دواليك.

- أغلب الشعب المصري لديه عقدة الخواجه، وأترك هذا الأمر للمصريين ليفسروا لكم هذه العقدة.

- التقيت العديد من المصريين لينعموا علي بنصيحة غريبة بان أتعلم اللهجة المصرية بدل اللبنانية، لأن حسب زعمهم وقت الحساب إن الله سيسمع فقط للناس الذين يتكلمون العربية باللهجة المصرية وباقي اللهجات العربية غير معترف عند ربنا، لذلك أتساءل ضاحكا ما هو مصير باقي اللغات عند ربنا ؟

- في بعض الحارات الشعبية يحظى البلطجي بقدر كبير من الاحترام والتقدير من فئة بعض الناس الأميين، ورأيت بأم عيني خلال حفلة زواج لأحد الأصدقاء في إحدى الحارات الشعبية بالقاهرة، بعض الشبان يرقصون ويمثلون بفخر واعتزاز دور البلطجي التي تخرج شفر الحلاقة المخبئة في فممهم لضرب غنيمهم بها وقت المشاكل المزعومة، وإياك أن لا تصفق لهذه الممثل البلطجي، وبعض المتفرجين يتحمسون له ويقولون له " أيوه يا كدع"

- بعض البسطاء يتحفونك بأن مصر هي أم الدنيا، على أي أساس بنوا هذه المقولة فلا إجابة، كل ما أعلمه بأن مصر لها حضارة وتاريخ عريق وعظيم، وحتى هؤلاء البسطاء لا يفهمون أي شيء عن تاريخ وحضارة بلادهم.

- بعض الكلمات العادية في مختلف البلاد العربية تعتبر إهانة في مصر، فإن قلت على سبيل المثال " نسوان مصر طيبين" فكلمة نسوان في مصر إهانة، في لبنان أي الحريم أما في مصر فتعني الساقطات، فلذلك الأغنية اللبنانية " يلي ما يحب النسوان الله يبعتلوا علة" محبوبة في مختلف البلاد العربية ما عدا مصر، حتى أن هناك كاتبة مصرية جريئة ذكرت في إحدى مقالاتها : كيف تتمكن مصر أن تكون زعيمة الأمة العربية، طالما نصف الكلام العربي في مصر شتيمة".

أكتفي بهذا القدر من التحليل الإجتماعي حتى لا أتهم بأنني معاد إلى هذا الشعب الطيب

من ناحية أخرى

خلال إقامتي بمصر من عام 2002 حتى 2007 في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كان الشعب المصري الذي ذكرته مقسم سياسيا إلى ثلاث فئات :

1- الفئة الحاكمة : وبإعتقادي كانت تتكون من 5% من الشعب، القليل منهم أصحاب الكفاءات والأغلب منهم من المنتفعين والانتهازيين، وهذه الفئة للأسف كانت تمتهن عدم الصدق مع الشعب

2- الفئة المعارضة : رغم تشرزمها لكنها بإعتقادي كانت تتكون بنسبة 10% من الشعب (علمانيين ومثقفين متديين "إخوان مسلمين وسلفيين وغير ذلك")

3- الفئة الكبرى من الشعب المصري كانت معروفة سياسيا بالفئة الصامتة التي كان يمتهن بعضها خيوط من الخوف والسكوت والكلمات العفوية : "أنا غلبان يا بيه"، " عايزآكل عيش (خبز) يا بيه"، ما ليش بالسياسة يا أفندم الخ...

وهذه الفئة لو حاولنا تفكيك تفكيرها بإتقان لاحتجنا إلى صفحات وصفحات للكتابة عنها لكنها أغلبها من الطبقة البسيطة المتدينة، كما أن هناك من بين فئات الشعب الصامت نقيض آخر عن هذه الأغلبية الصامتة المتدينة ومكونة من القلة جدا من فتيات الليل وبعض اللواط، للأسف كانت بعض هذه الفئة الصامتة تدار سياسيا لصالح الفئة الحاكمة لأسباب انتهازية.

وفجأة جاءت الثورة في 25 يناير 2011 بمصر أي بعد شهر وثمانية أيام من بداية الثورة في تونس ونجحت هذه الثورة بتونس بإسقاط الرئيس التونسي بن علي.

وإذا عدنا إلى التفكيك بشكل دقيق لخيوط بداية الثورة بمصر نراها بأنها كانت مكونة من خليط غير متجانس من العناصر التالية:

جماعة كفاية + بعض الأحزاب العلمانية (وفد + الناصريين الخ ...) + عناصر انتهازية من المتسلقين التي تمتهن فن الخداع والاتصال بالفايس بوك وأخذوا يخدعون بعض البسطاء من الشعب المصري بالثورة ، وأقنعوهم بفن خداعهم بأن هذه الثورة ستنقلهم من واقع مأساوي مؤلم إلى واقع جديد يتوقعونه بلمح البصر وبسرعة.

بدأت الثورة بالقليل من المظاهرات ضد النظام، دافعت عنها بعض الأحزاب العلمانية والدينية المتطرفة كل فئة لها أسبابها الخاصة.

انضم إليها في البداية بشكل خجول بعض الفئات من الشعب الصامت البسيط كما ذكرنا بواسطة الدعاية الخادعة، ساعدتها بذلك بعض الأقنية التلفزيونية التي تمتهن فن صناعة الخبر بدل من نقل الخبر.

لنكن صريحين وواقعين أمام التاريخ وأمام الله، أن جماعة الإخوان بشكل خاص والتيار الإسلامي كانوا أبعد الناس عن " التورط" في شيء اسمه ثورة إن لم يكن نجاحه مؤكدا في أيامه الأولى، إذا من الظلم أن ننعتهم بأنهم من أوائل الثورة بمصر ,

حدثت بعض الأخطاء القاتلة من قبل النظام الحاكم إذ سقط بعض الشهداء من المتظاهرين.

أخذت كرة الثلج المعارضة تكبر بشكل عفوي شيئا فشيئا بواسطة الفئات الصامتة وانضم إليها بشكل خجول بعض الكوادر التيار الإسلامي وانكسر عقدة الخوف والسكوت، حتى الكهنة المسيحيين الصامتين انضموا إلى إخوانهم في ميدان التحرير، باعتقادي أن هذا الانضمام كان من بعض عناصر كفاية المسيحية وبعض العناصر التي تمتهن فن الخداع من الانتهازيين المتسلقين.

جميع المتظاهرين بمختلف عقائدهم المتناقضة وحتى الذين انضموا إليهم من اللصوص والبلطجية وأصحاب النفوس المريضة التي كانت تتحرش جنسيا بالفتيات والصحفيات الأجانب خلال المظاهرات أصبح هدفهم الأول سقوط النظام أو على الأقل سقوط الرئيس حسني مبارك.

انضم العديد من الفئات الصامتة إلى الفئة المتدينة، وكان انضمام الصامتين التي ليس لها خبرة سياسية جاءت بطريقة عفوية عندما رؤوا بأم عينهم بأن كرة الثلج من المعارضة تكبر+ المشهد التونسي المثال الأعلى للنجاح بسقوط الديكتاتور، كالمثل القائل النجاح يكثر النجاح والفشل يرمي صاحبه في سلة المهملات.

في النهاية استقال الرئيس وبدأت الفوضى تجتاح البلاد قبل وبعد الاستقالة واللصوص والبلطجية وقطاع الطرق أصحبوا سيدا الموقف في مصر

جاءت المرحلة الأولى والثانية من الانتخابات النيابة

الفئة المخدوعة التي انضمت إلى المظاهرين لإسقاط الرئيس مبارك بدؤوا يشعرون بأنهم خدعوا وأصيبوا بإحباط وباليأس عندما وجدوا أنفسهم أمام كل هذه المستجدات المقلقة التي لم يكونوا يتوقعونها، فالثورات يصنعها الشجعان ويقطف ثمارها الانتهازيون، وبدؤوا يتحسرون ويتمنون لو أن حسني مبارك يعود ليعود معه الأمن والامان

نـــــــاجي جرجي زيدان

كاتب لبناني مقيم بفرنسا 19/12/2011

romainzeidan58@hotmail.fr

Back to Articles

The tortoise is challenging the rabbit... Follow this site, poll after poll, survey after survey, to see monthly many interesting polls and surveys to debate... Cast your vote for polls and future polls from Lebanon. Say your opinion: Submit your ideas by contacting info (-AT-) challengerabbit.com

 


HotelsCombined.com - Hotel Price Comparison